You are here

التأهيل المهني للمعاقين سمعياً

المصدر: 
غير محدد
الناشر: 
محمود الظاهر
السنة: 
2009
التأهيل المهني للمعاقين سمعياً

الفصل الأول: الإعاقة البصرية

1-1         مفهوم الإعاقة البصرية:

هناك العديد من التعريفات التي تمت في تشخيص الإعاقة البصرية ، وأحد هذه التعريفات هي تعريف عبد العزيز ( 2008، 351) حيث عرف الإعاقة البصرية على أنها " حالة من الضعف في حاسة البصر بحيث يحد من قدرة الفرد على استخدام حاسة بصره ( العين) بفعالية وكفاية واقتدار، الأمر الذي يؤثر سلبا في نموه وأدائه، وتشمل هذه الإعاقة ضعفا وعجزا في الوظائف البصرية، وهي البصر المركزي والمحيطي والذي يكون ناتجا عن تشوه تشريحي، أو الإصابة بالأمراض، أو الجروح في العين".

ومن جهة أخرى يعرف عطية وآخرون ( 2001، 107-108) الإعاقة البصرية من عدة جوانب، ولعل أهم هذه الجوانب هما الجانبان الطبي والاجتماعي، فقد عرف الجانب الطبي الإعاقة البصرية على أنها "الحالة التي يفقد فيها الفرد قدرته على الرؤية بالجهاز المخصص لهذا الغرض وهو العين". كما أن الإعاقة البصرية تقسم إلى عدة أقسام سواء كانت من الجوانب الطبية أو الاجتماعية أو القانونية، فتعرف الإعاقة البصرية من الناحية القانونية على أنها " الشخص الذي يكون مجاله البصري أقل من 20 درجة قطريا، بغض النظر عن حدة إبصاره ضمن مجاله البصري المتبقي".

أما الإعاقة البصرية من الناحية التربوية فتعرف الكفيف " الشخص الذي لا يستطيع الرؤية أي أنه فقد القدرة على الرؤية بشكل كامل، أو الشخص الذي يستطيع إدراك الضوء فقط، ومن أجل ذلك يتعين عليه أن يعتمد بشكل كامل على الحواس الأخرى، حتى تساعده على عملية التعلم ( عبد العزيز، 2008، 352؛ فهمي، 2001، 107-119).

وبهذا فان الإعاقة البصرية هي حالة تؤدي إلى عرقلة  القدرات الاجتماعية والتعليمية

وهناك أكثر من تعريف للإعاقة البصرية  فهناك التعريف الطبي , والتعريف التربوي, والتعريف المهني , والتعريف الوظيفي:

 1- التعريف الطبي للإعاقة البصرية "هو ذلك الفرد الذي لديه مشكلات في حدة الإبصار , أي القدرة على التمييز بين الأشكال المختلفة على أبعاد معينة مثل قراءة الأحرف والأرقام والرموز  (الحديدي،2002، 77).

ومن التعريفات الطبية للإعاقة البصرية هو خسارة البصر بحيث يصبح ما تبقى من الإبصار غير مفيد(MedicineNet, 2003)

2- التعريف التربوي " هو ذلك الشخص الذي فقد قدرته البصرية بشكل كلي, أو الذي يستطيع إدراك الضوء فقط ، ويكون بحاجة للاعتماد على حواسه الأخرى في عملية تعلمه كتعويض عن حالات تعليمية تحتاج حالة البصر" ( العزة ، 2000، 35) .

3- التعريف المهني فالمعاق بصريا من جانب مهني هو الذي تمنعه حالة بصره من العمل مما يؤدي إلى العجز الاقتصادي ويمنعه من كسب عيشه بطريقة عادية ( العزة، 2000، 36).

4- التعريف الوظيفي يقوم على أساس وظيفة البصر ودرجة حدته ويرى آن المعاق بصريا هو ذلك الشخص الذي تبلغ إعاقته البصرية درجة من الحدة تحتم عليه القراءة بطريقة بريل ( السابق، 2000، 37).

والمعاقين بصرياً ينتمون الى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فحتى لو كانت الإعاقة جزئية أو كلية فإنها تستوي من حيث تصنيفها إعاقة، ومن حيث كون المصابين بها معاقين ينتمون إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، ويترتب على هذا الانتماء حقوق من ضمنها حقهم في التعليم في بيئات مساندة ومتوافقة مع إعاقتهم سواء في مدرسة خاصة أو دمجهم في مدارس عادية بشكل كلي أو جزئي (היימן، 2004, 131-139؛ מדינת ישראל, 2004, 2-1؛  دعبول، 2001، 43-46).

2-1 أسباب الإعاقة البصرية:

يرجع عبد العزيز ( 2008، 353-356) الإعاقة البصرية للعوامل الوراثية التي تلعب دورا كبيرا في ظهور الإعاقة وذلك في ما قبل الولادة، أو قد تتأخر في الظهور في مرحلة المراهقة وسن الرشد، وتعود هذه إلى الأمراض، أو حدوث جروح في العين والأجهزة العصبية التي لها علاقة بها، ومن هذه الأسباب:

1) حدوث ثقب في شبكة العين ومن الأعراض لهذه الحالة الضعف في مجال الرؤيا والآلام الشديدة والضوء الومضي الخاطف.

2) مرض السكري الذي يُحدث خلل في الشبكية ويسبب النزيف والذي قد يؤدي إلى العمى.

3) الماء الأسود: ويؤدي ظهوره إلى عدم وصول الدم إلى الشبكية، وبالتالي يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية، وفي مرحلة متقدمة يؤدي إلى العمى.

4) المياه السوداء الولادية: وتكون موجودة لدى الطفل منذ لحظة الولادة أو بعد الولادة بقليل.

5) الماء الأبيض: ويؤدي الماء الأبيض إلى عدم القدرة على الرؤيا وهو يصيب كبار السن، وقد يحدث مبكرا لأسباب وراثية، مثل الأمراض التي تؤدي إلى الإعاقة البصرية كالحصبة الألمانية.

أما فهمي ( 2005، 111-112) فتناول أسباب الإعاقة البصرية من ناحيتين هما:

* عوامل ما قبل الولادة: وهي العوامل التي تكون جينية أو العوامل التي تحدث أثناء الحمل، وتعتبر المعلومات العلمية قاصرة وضعيفة عن العوامل الوراثية والأمر لا يزال يتطلب مزيدا من البحوث في هذا الميدان. وهذا يتناقض بشكل كامل عما ذكر سابقا لدى عبد العزيز.

* عوامل أثناء الولادة: ومن أمثلة هذه العوامل مرض الأم بأمراض مثل ( السيلان) التي قد تؤثر على الوليد. حيث أنها تعرض عيون الأطفال إلى العدوى أثناء عملية الولادة، كذلك فإن الأطفال الذين يولدون قبل اكتمال 9 أشهر من الحمل يؤدي ذلك إلى عدم اكتمال نمو العينين لديهم.

ونرى بأن هناك فريقا ثالثا يقسم أسباب الإعاقة البصرية إلى خمسة أسباب وهي:الوراثة،الأمراض المعدية ،والأمراض غير المعدية،ومرض الأم الحامل،والحوادث والإصابات( عطية وآخرون، 2001، 110-111).

3-1 تصنيفات الإعاقة البصرية:

لا شك بأن هناك العديد من التصنيفات للمعاقين بصريا، ويصنف المعاقون بصريا إلى فئتين رئيسيتين هما:

1)    المكفوفون: وهم من يعانون من عمى شبه كلي، وهم أشد أنواع الإعاقات البصرية من ناحية درجة الإعاقة ( فهمي، 2005، 112).

كذلك فان عبد العزيز ( 2008، 358) يرى بأن الشخص الكفيف هو الفرد الذي تكون حدة إبصاره أقل من200\20. ويتفق بالتالي مع فهمي في هذا الأمر اتفاقا كليا.

2)    المبصرون جزئيا: في بادئ الأمر يجب الحديث على أن قدرة البصر العادية هي 20 من 20 للفرد العادي السليم، أما بالنسبة للمبصرون جزيئا فإنه إذا كان على سبيل المثال حدة البصر لديه 60\20، فإن ذلك يعني أن هذا الشخص لا يرى إلا عن بعد 20 قدما ما يراه الآخرون على بعض 60 قدما، وفي هذا الإطار هناك العديد من الناس غير المنضمون إلى ميدان التربية الخاصة على كثرتهم (زريقات، 2006، 104).

3)    القصور البصري: و يعرف الشخص القاصر بصريا على أنه الشخص الذي لديه عين غير وظيفية، وتحدد الإصابات البصرية من خلال أخصائي أو أطباء. وهي تجمع بين كف البصر الكلي وبين ضعف البصر، وبلغة أخرى فإن القصور البصري يصف الأشخاص الذين يعانون من فقدان البصر في عين واحدة أو كلتا العينين ولكنهم ليسوا بمكفوفين حسب التعريف القانوني ( المصدر السابق، 104).

4-1  خصائص الإعاقة البصرية:

لفئة المعاقين بصريا مميزات خاصة تعنيهم دون غيرهم من الإعاقات الأخرى، ولعل أهم هذه الخصائص هي:

أ‌)                   الخصائص الذهنية: إن التطور الذهني لدى المصابين بالقصور البصري يتأثر تأثرا كبيرا بالمبادرات والمثيرات التي تمكنهم من اكتشاف محيطهم ، حيث يذكر ويلر ( 1997) بداخل ( معوض، 2004، 223) بأن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في تحديد قدرات المعاقين بصريا الذهنية. فالطفل ذو القصور البصري لا يتعلم تلقائيا من المحيط بينما يستطيع الطفل العادي اكتشاف محيطه لوحده.

ب‌)              الخصائص اللغوية: يتأخر التطور اللغوي لدى الطفل المعاق بصريا في أولى سنواته المبكرة، ولكن قدراته اللغوية تصبح طبيعية حين يبدأ بالتعبير الشفهي كما يذكر هالهن وكوفمان (2003) بداخل ( معوض، 2004، 223)، وذلك بسبب تركيزه الأساسي على حاسة السمع والتعلم الشفهي بسبب ميله للتواصل مع الآخرين، ومن الناحية الأخرى يواجه المعاق بصريا صعوبات في تعميم المعلومات، وصعوبة كذلك في التفكير الفرضي وصعوبة في الوصف.

ت‌)              الخصائص الاجتماعية: إن الإعاقة البصرية تؤدي إلى سوء التكيف الاجتماعي للمعاق بصريا، وهذا يبدأ من خلال علاقته مع أسرته، وامتدادا إلى الأقارب والجيران والأصدقاء وانتهاء بزملاء العمل ( عطية، 2001، 125).

ويذكر عبد العزيز ( 2008، 371) بأن المعاق بصريا يميل إلى العزلة والانطواء وخاصة الشخص الكفيف ،وذلك بسبب إنتيابه شعور بالخوف من أن يستهزء الآخرين به وكذلك حرصا على سلامته وتجنبا للمخاطر. ويضيف كذلك إلى أن الكفيف يعاني من قلة في التفاعل الاجتماعي وكذلك سوء التكيف الاجتماعي، وذلك بسبب إعاقته وعدم قدرته على اكتشاف البيئة المحيطة به.

 

الفصل الثاني: تأهيل المعاقين بصريا اجتماعيا ونفسياً

2-1التأهيل للمعاق بصريا  بصرياً: 

يعرف التأهيل المهني على أنه "عملية مستمرة متجددة هدفها التطوير والمحافظة على قدرات الشخص الذاتية وقدراته على الاكتفاء الذاتي بشكل يتناغم مع طاقاته(Centers for Medicare & Medicaid services, 2004).

وقد عرف Geoff ( 2003) Shepherd التأهيل في مقال نشره في المؤسسة الدولية للسلامة العقلية في بريطانيا. وقد تشابه في تعريفه مع التعريف الذي أوردته أعلاه، وهو ما يلي: " العملية التي من خلالها يتم مساعدة المعاق لكي يطور قدراته ومهارته ليستطيع السيطرة بقدر الإمكان على حياته، ويقوم المعاق أثناء هذه العملية بالتعلم والعمل في بيئته وفقاً لاختياره" (Geoff, 2003 ).

ويعرف نصر الله (2002، 284–285) التأهيل بتلك " العملية المنظمة والمستمرة، التي تهدف إلى الوصول بالفرد المتخلف والمعاق إلى أعلى درجة ممكنة من الجوانب الطبية والاجتماعية والنفسية والتربوية والاقتصادية التي يمكنه أن يصل إليها".

ويعتبر التأهيل للمعاقين نتاج لتطور تاريخي مرت فيه البشرية، حيث تشير الحديدي (2002، 23-27) بأن التوجه للمعاقين بشكل عام مر بأربعة مراحل عبر التاريخ وهي :

1) مرحلة الفض والعزل: حيث كانت تسود المواقف والاتجاهات السلبية نحو الأشخاص المعاقين، حيث تواجدت هذه الاتجاهات السلبية في الحضارات المصرية واليونانية والصينية القديمة بشكل ملفت(الحديدي، 2002، 23-27).

2)    مرحلة الرعاية المؤسسية: حيث ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين برامج ايوائية لا تركز على البرامج التدريبية لأنها استندت إلى مشاعر الشفقة والعمل الخيرية، لذلك كانت تتركز على الجانب الطبي بشكل أساسي (الحديدي، 2002، 23-27).

3)    مرحلة التأهيل والتدريب: في نهاية الحرب العالمية الثانية برزت الحاجة إلى تطوير برامج التأهيل للمعاقين، ولذلك طوروا تأهيلاً شمل وغطى الجوانب المهنية والنفسية والاجتماعية(الحديدي، 2002، 23-27).  

4)    مرحلة الإدماج: ظهر في المجتمعات المعاصر نظرة متطورة إلى المعاقين نتيجة لضغوط أهالي المعاقين والأطباء والمثقفين، حيث شهد القرن التاسع عشر تطورات سريعة ومميز تجسدت ببرامج تربوية خاصة وزياد كبيرة في برامج التربية الخاصة، أدت إلى توجه يهدف الى دمج المعاقين في المجتمع مهنياً ونفسياً وفي كل المجالات الممكنة(الحديدي، 2002، 23-27).

ومن أهم الأمور التي يجب أن تأخذ في عين الاعتبار عند السير في عملية تأهيل  المعاقين بصرياً هو الأخذ بالاعتبار وضعية المعاق بصرياً، فالكفيف يختلف عن المعاق بصرياً بشكل جزئي، والكفيف منذ الولادة يختلف تماماً عن المعاق عند سن كبير، حيث ان عملية التأهيل قد تكون مختلفة بشكل جذري بين حالة وأخرى (الشيخ، 2005، 2).

2-2أهداف التأهيل للمعاقين بصرياً:

إن أهداف التأهيل للمعاقين بصرياً تتعدد وتتنوع، وأهم هذه الأهداف:

1) دمج المعاق في المجتمع، بحيث يصبح شخص مشارك متفاعل مع المجتمع بصورة ايجابية، بدلاً من العزلة والتقوقع على الذات الذي يحول حياة المعاق إلى حياة تملئها التعاسة والوحدة.

2) اعتماد المعاق على نفسه والوصول إلى الاستقلال الذاتي. بحيث يتم إنقاذ المعاق من الإتكالية التي تنتج عبء على المجتمع وبخاصة الأهل وكذلك يعاني المعاق نفسه من اتكاليته التي تحوله إلى إنسان خامل محبط، فيعمل التأهيل إلى تعريف المعاق بصريا بقدراته وتوصله إلى أكبر درجه ممكنه من الاستقلال الذي يحول المعاق بصريا إلى إنسان قادر على القيام بمسؤولياته وسد حاجاته من لبس وتنقل واكل ونظافة وغيرها من المهارات الاستقلالية، فيسهم هذا في تخفيف العبء على عائلته ومجتمعه،ويشعر المعاق بالثقة والفخر بالإنجازات والتقدم الذي يحققه(عبيد، 2000، 17-18 ؛ الخطيب، 2005، 227-228؛

 .Centers for Medicare & Medicaid services, 2004)

3) الكفاية الشخصية والاجتماعية والمهنية.  حيث يُحول المعاق سمعياً إلى إنسان منتج مساهم في تحمل عبء احتياجاته، مما يشعره بالثقة والفخر بالإنجازات المادية والمهنية التي يحققها من خلال عمله.

4) توفير اكبر قدر ممكن من فرص العمل للمعاق. وذلك بإنشاء المؤسسات والمكاتب التوظيفية التي تعمل على توفير فرص العمل للمعاقين سمعياً بعد تأهيلهم.

5-ضمان وحماية المعاق. وهذا يتم من خلال مؤسسات حكومية وتشريعات قانونية تعمل على ضمان حقوق المعاق وتتبع وضعه، وصونه من الاستغلال والإساءة والتهميش (عبيد، 2000، 17-18؛ الخطيب، 2005، ص227-228؛Centers for Medicare & Medicaid, 2004 services).

3-2 التأهيل الاجتماعي للمعاق بصرياً:

إن التأهيل الاجتماعي هو عملية تسعى إلى جعل المعاق بصرياً جزءا متصلا ومندمجا مع المجتمع، وهذا التأهيل يبدأ من الأسرة التي تتقبل وتساعد، ومن ثم المدرسة التي تشمل إعداد الأبنية والأدوات المتوافقة مع الإعاقة البصرية، هذا بالإضافة إلى تطوير شخصية المعلم بشكل تتقبل وتجذب المعاق بصرياً للعلم وللمدرسة، كذلك ان المجتمع الذي تسوده روح المحبة والإخاء يسهم في تأهيل اجتماعي ايجابي، فالمعاق بصرياً في جوهره لا يختلف عن المبصرين، إنما الفروق ترجع إلى العوامل البيئية والاتجاهات الاجتماعية والتي نستطيع جعلها مع عملية تأهيل المعاق بصرياً معاول بناء لا معاول هدم (الشيخ، 2005، 6-7).

والتأهيل الاجتماعي للمعاقين بصرياًً هو برنامج أو أداة لدمج المعاق بصرياًً في المجتمع؛ بصور تجعل من المعاق بصريا يشابه وضعه قدر الإمكان الوضع الطبيعي للفرد العادي. حيث يُسعى أن تتم هذه العملية بصورة ايجابية وذلك بإشراك هذا المعاق بالنشاطات الاجتماعية والتربوية وبتطوير مهاراته الاجتماعية (الجعفري، 2009، 2 ؛ الشيخ، 2005، 6-7).

ويشمل أيضاً التأهيل الاجتماعي العيش المستقل للمعاق بصرياً، وإكسابه مهارات العناية بالذات والمهارات الحياتية اليومية من أكل ونظافة وتنقل، والتي تشمل أيضاً تعديل اتجاهات المجتمع اتجاه المعاق، بحيث يُقبل المعاق بصرياً كفرد مستقل له احترام وتقدير ومعاملة حسنة، وكفرد له كامل الحقوق والتي تشمل حق تشغيله ومشاركته في النشاطات الاجتماعية من نوادي ومؤسسات وجامعات وغيرها من مرافق الحياة الاجتماعية (الجعفري، 2009، 2-5؛ عبيد،2000، 17-20).

ويجب العمل على رفع تقدير الذات - تقييم يضعه الفرد لنفسه وبنفسه ويعمل على المحافظة عليه ويتضمن تقدير الذات اتجاهات الفرد الإيجابية أو السلبية نحو ذاته – الايجابي لدى المعاق بصريا. حيث أن تقدير الذات يشكل عنصر هام للمعاق، يجعل المعاق أقدر على الانجاز والاندماج في المجتمع، وبما أن تقدير الذات يتأثر بشكل كبير بردود الفعل التي يتلقاها المعاق من مجتمعه، لهذا علينا وضع المعاق سمعيا في اطر وبيئة دافئة متعاونة ترفع من ثقة هذا المعاق وبالتالي تقديره لذاته (الجعفري، 2009، 2-5).

4-2 التأهيل النفسي للمعاق بصرياً:

ان عجز المعاق بصرياً يفرض عليه عالماً محدوداً، وحين يرغب في الخروج من عالمة الضيق والاندماج في عالم المبصرين يصطدم بآثار عجزه التي تدفعه عادة إلى اضطرابات نفسية حاد نابعة من شعوره بالعجز عن الحركة بحرية ونتيجة شعوره بعجزه عن السيطرة على بيئته (الشيخ، 2005، 4).

وقد لوحظ أن استعداد المعاق بصرياً للأمراض النفسية من قلق وإحباط ومشاعر الغضب والحنق والسلوك العدوان اللفظي، هو كبير، هذا بالإضافة إلى أن التصور الذات والتقدير الذاتي للمعاق بصرياً عادةً ما يكون منخفض، وكل هذه التأثيرات والتداعيات تحول حياة المعاق بصرياً إلى حياة تعسة كئيبة، فالمشاكل النفسية هو الوقود إلى الاضطراب السلوكي والمشاكل التي يكون ضحيتها المعاق بصرياً ومحيطه أيضا (الشيخ، 2005، 6-8).

ولهذا كله فان التأهيل النفسي للمعاقين بصرياً يعتبر ضرورة لكي نصنع معاق متعايش مع إعاقته مع اكبر قدر من الهدوء والتقبل والرضى النفسي، والتأهيل النفسي عادة ما يعتمد على الإرشاد النفسي والتربوي والاجتماعي لتحقيق أهدافه، حيث يعتمد التأهيل النفسي على التحليل والتعرف على تأثير الإعاقة البصرية على شخصية المعاق وسلوكه وما إذا كان لديه استعدادات عقلية وذكاء يكفل له اندماج وتأهيل سلس وفعال، كذلك إن التأهيل النفسي يعمد إلى تغيير نظرة المعوق عن نفسه وذلك بتنمية النواحي الايجابية في المعاق ولكي يتقبل النواحي السلبية دون تأثير في مفهومه عن ذاته وبذلك تمحو النواحي الايجابية أثر النواحي السلبية. ولا يتم التطور النفسي الايجابي والبناء إلا من خلال تأهيل نفسي يساعد المعوق بصرياً على تغيير أفكاره واتجاهاته ومعتقداته غير العقلانية وذلك من خلال النقاش الهادئ المنطقي والمُشجع الذي يقوم به أخصائيين مدربين على مهارات الإرشاد والتوجيه النفسي (أبو شرار، 2005، 3).

كذلك ان عملية التأهيل النفسي للمعاقين بصرياً هي عملية شاملة، تشمل تأهيل المجتمع وبالذات اسر المعاقين، لكي يكونوا حلقة مساعدة في تهيئة المعاق بصرياً وتشجيعه ليخرج بنفسية سوية وايجابية، حيث انه من الجلي ان تأخير أو تعويق عملية الإرشاد والتأهيل تؤدي إلى تكوين أنماط غير سوية في شخصية المعاق بصرياً تتكون نتيجة لسلوك العائلة وبالذات الوالدين، ويمكن تجنب هذا المصير من خلال إرشاد الأسر (أبو شرار، 2005، 3).

 

الفصل الثالث: إرشاد المعاقين بصرياً:

1-3 إرشاد المعاقين بصريا :

الإرشاد: هو "المساعدة المقدمة من فرد إلى أخر لحل مشكلاته ورفع إمكانياته على حسن الاختيار والتوافق وهو يهدف إلى مساعدتهم واستقلالهم وتنمية القدرة على أن يكونوا مسئولين عن أنفسهم" ( أبو شرار، 2005، 2-3).

والإرشاد هو " عملية بناءه تهدف إلى مساعدة الفرد لكي يفهم ذاته ويدرس ويحدد مشكلاته وينمي إمكانياته ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه وتدريبه شخصيا وتربويا ومهنيا واسريا" (السابق ، 2005 ،2-3).

-  تعريف إرشاد المعاقين بصريا :

هو "عملية تقديم المساعدة للمعاق بصريا في اكتشاف وفهم وتحليل شخصيته نفسيا وتربويا ومهنيا واسريا  وحل مشكلاته، وذلك من خلال الإرشاد والذي هو ضروري لان الإنسان في العادة تعترضه مشاكل مختلفة أثناء حياته . وهذه المشاكل تختلف من مشاكل اجتماعية ومشاكل أكاديمية وفي النهاية المشاكل البيئية. هذا بالإضافة إلى التكيف مع التطورات التكنولوجية , فهذه المخترعات زادت من متطلبات الحياة وأدت في النهاية إلى عدم تكيف الفرد مع نفسه , وإصابته ببعض الأزمات التي بدورها أثرت على النواحي الاجتماعية والشخصية والأكاديمية" (أبو شرار، 2005، 2-3).

والإرشاد النفسي يوجه خدماته أساسا إلى العاديين , وليس معنى هذا انه يترك غير العاديين, وهناك فريق من الباحثين والدارسين والباحثين والكتاب يرون عدم ضرورة تخصيص مجال من مجالات الإرشاد للفئات الخاصة على أساس الدراسات والبحوث توضح انه لا يوجد فروق جوهرية بين العاديين وغير العاديين في جوهر الشخصية كذلك فان الاتجاهات الاجتماعية تؤثر في مفهوم الذات مما يؤثر بالتالي في سلوكهم وتوافقهم وصحتهم النفسية (الحديدي ، 2002، 75).

2-3 مجالات الإرشاد للمعاقين بصريا:

1- الإرشاد النفسي:   

يتضمن تقديم الخدمات النفسية المتخصصة وتحسين مستوى التوافق الشخصي ومساعدته في مواجهة ما يتعرض من مشكلاته الذاتية وفكرة المعوق عن نفسه واتجاهاته نحو إعاقته والتوافق معها حتى لا تزداد حالته سوءا وتشجيعه على الاستغلال حتى لا يشعر بالاعتماد الكامل على الآخرين والقلق والتهديد عندما يتركونه, مع مساعدته على تجنب المواقف المحبطة بقدر الإمكان (الحديدي، 2002، 85).

وكذلك إرشاد المعاق بصريا التغلب على عناده أو لمؤثراته النفسية الناتجة عن التربية الأسرية الخاطئة وعن عدم الشعور بالرضى والثقة بهم . وإخراج المعاق بصريا من عزلته النفسية وسلبيته ومساعدته عن طريق الرعاية الجماعية والرعاية الفردية ووضعه في الطريق الصحيح المؤدي إلى التوافق (فهمي، 2001، 157-159).

2- الإرشاد التربوي:

للطفل المعاق بصريا حق التربية والتعليم مثل زميله المبصر, فالمعاق بصريا له نفس الاستعدادات والقدرات العقلية التي للطفل ربما يغير من بناء الخبرة المتقدمة للمعاق بصريا, ولكن هذا لا يعني عدم فهم رئيسي من جانبه. وعلى هذا  فالمعاق بصريا في ثقافة مجتمعه وحياته , وان يقوم بالعمل المناسب لظروفه ليصبح عضوا نافعا مفيدا في المجتمع كأي مواطن أخر , وليس خاملا فيه ، وحتى نقوم بتقديم خدمات الإرشاد التربوي للمعاقين بصريا لا بد أن نوفر لهم المناهج والبرامج الدراسية المناسبة المدرسين إعاقتهم وتوفير الوسائل والأجهزة التعليمية المساعدة التي تزيد من خبرات ومهارات المعاق بصريا بطريقة ايجابية , وتهيئة المباني لتتناسب مع إعاقتهم من ملاعب ودرج ودورات مياه  (فهمي، 2001، 157-159).

3-  الإرشاد الاجتماعي

يعد الإرشاد والتأهيل الاجتماعي جزءا أساسيا في جميع أنواع التأهيل الأخرى، وتتقاطع عملية التأهيل الاجتماعي مع باقي أنواع التأهيل وبالذات التأهيل المهني لأن التأهيل الاجتماعي والمهني يحققان الهدف نفسه وهو اندماج أفضل للمعاق بصرياً، ولهذا فان الإرشاد الاجتماعي وما به من رفع لقدرات المعاق بصرياً واستعداداته للنجاح في المهنة واختيارها والاستمرار بها هو أمر غاية في الأهمية (نصر الله، 2002، 318-320).

توجد بعض اتجاهات الناس الخاطئة نحو المعاق بصريا , فأحيانا نلاحظ الشفقة الزائدة , وأحيانا نجد القسوة , وهناك بعض الأخطاء التي يقوم بها الوالدين تجاه طفلهم المعاق.ومجال الإرشاد الاجتماعي يهدف إلى تقليل آثار ظهور الحالة غير العادية في المواقف الاجتماعية بقدر الإمكان وتعديل الأفكار الخاطئة الشائعة لدى بعض المواطنين في المجتمع الكبير تجاه المعوقين بصريا . ويجب تشجيع الاهتمامات المناسبة لدى المعاق ويجب العمل على تعديل الظروف الاجتماعية بما يؤدي إلى التوافق الاجتماعي ويجب تهيئة المعاق للتنشئة الاجتماعية السليمة الاجتماعي (الحديدي، 2002، 74- 85) .

كذلك يجب تعديل نظام واتجاهات أفراد الأسرة وخاصة الوالدين بما يحقق الفرد المعاق بصريا أقصى إمكانيات نموه العادي على مدى الحياة ويجب أن يتقبل أعضاء الأسرة الحالة مع التسليم بالواقع ويجب العمل على تخليص الوالدين من مشاعرهم بخصوص الحالة (السابق، 2002، 74).

4- الإرشاد المهني:

يسعى التأهيل المهني للمعاقين بصريا نحو صقلهم بصورة مُرضية في عمل مناسب. وإتاحة فرصة أمام المعوق ليطور قدراته ليشعر بالفائدة وبقيمته في المجتمع، ودون التأهيل المهني وثمرته الأخيرة وهي العمل، سيبقى المعاق بصرياً عالة على المجتمع لا يشعر إلا بالسوء والملل وغيرها من مشاعر سلبية ولهذا فان التأهيل المهني ومن ضمنه الإرشاد المهني يعتبر ضرورة اجتماعية ووجودية للمعاق بصرياً (الجعفري، 2000، 35-36).

إن الخطوة الأساسية في الإرشاد المهني هي معاونة المعاق بصريا على فهم نفسه والتعرف على فهم نفسه والتعرف على طاقاته وإمكانياته التي تعود عليه وبالتالي على مجتمعه بالنفع. ومعاونته على تحقيق التوافق والإشباع المهني .وذلك بالتوافق بين حاجات المعاق المهنية المكفولة له في ضوء مطالب الأعمال وإمكانياته الذاتية (الجعفري، 2000، 35-36؛ عبيد، 2000، 80-87).

وكذلك يهتم الإرشاد المهني بالتعليم والاختيار والتدريب والتأهيل المهني والتشغيل , ويجب إثارة دافع العمل والإنتاج إلى أقصى حد ممكن بما يفيد في تدعيم الثقة في نفس المعوق بصريا والقدرة والقدرة وكسب العيش، ويقوم بالإرشاد المهني  مرشد متخصص ويعتبر عمله العمود الفقري في التأهيل حيث يبدأ عمله منذ وصول الفرد حيث يبدأ بتشخيصه وتحديد قدراته ونقاط قوته وضعفه  ومواهبه وصولاً إلى تشغيله ومتابعته.  وتكمن أهمية التوجيه في أنه يضع الفرد في الوظيفة المناسبة مما يزيد الكفاءة الإنتاجية، ويجعل الفرد ينجح في عمله لأنه يعمل ما يلائمه ويحبه، ويعد الإرشاد من أهم عناصر التأهيل المهني، ويعتمد على بناء علاقة إرشادية فاعلة مع المعاق بصرياً، وإيضاح دور كل من المرشد والمعاق بصرياً بالإضافة إلى كتابة الأهداف الإرشادية وتوجيه المعاق بصرياً وأسرته لتطوير خطط مهنية واقعية، بالإضافة إلى مساعدة المعاق على إدراك قدراته وميوله الذاتية، وكذلك مساعدته في فهم دور في عالم العمل، وعادةً ما يستخدم المرشد أساليب الإصغاء الايجابي والتنظيم والتشجيع وتعديل السلوك، كذلك يلعب المرشد دور إفهام المعاق السلوك المقبول والتوجهات التي ستساعده على النجاح في العمل مثل تقبل المسؤوليات واحترام الغير والتعاون وإدراك أهمية العمل (الجعفري،2000، 35-36).

3-3  دور الإرشاد والتأهيل في رفع الرؤية الذاتية لذوي الإعاقات البصرية:

ومن المعروف أن معظم المعاقين بصرياً يواجهون مشكلات في التكيف الاجتماعي، إذ أن الإعاقة البصرية لا تؤثر بشكل مباشر على النمو الاجتماعي ولا على الرؤية الذاتية،  ولا هي بالضرورة تخلق بشكل مباشر فروقاً مهمة بين المعاقين بصرياً والمبصرين . ولا يعني ذلك أنه لا يوجد أية فروق بين المعاقين بصرياً والمبصرين من النواحي الاجتماعية ، ولكن المقصود هو أن الفروق عندما توجد لا تعزى للإعاقة بحد ذاتها وإنما للأثر الذي قد تتركه على ديناميكية النمو الاجتماعي وذلك نتيجة الأوضاع التي يعشها المعاقون وكيفية تفاعل الآخرين معهم . إذ أن ردود فعل الآخرين للمعوق بصرياً تلعب دوراً بالغاً في نموه الاجتماعي (الحديدي ، 2002، 74- 85).

ويجب على التأهيل المهني والاجتماعي ان يغير المعاق بصرياً والمجتمع، وعملية التأهيل وما تجلبه للمعاق بصرياً من عمل ودخل يجعل يشعر بأنه مساهم في عجلة الاقتصاد، مما يجعله واثق من نفسه فخور بالانجازات المادية والمهنية التي يحققها خلال عمله، ويشعر أن له دور داخل المجتمع مثله مثل غيره، وأنه ليس عالة على المجتمع، فيسهم هذا كله برفع الرؤية الذاتية ويجعلها ايجابية (عبيد، 2002، 17-18؛ الخطيب، 2005، 227-228).

وبما أن التأهيل يشمل أيضاً التأهيل الاجتماعي الذي يدفع باتجاه عيش المعاق بصريا بشكل مستقل، وذلك من خلال إكسابه مهارات العناية بالذات والمهارات الحياتية اليومية من أكل ونظافة وتنقل، والتي تشمل أيضاً تعديل اتجاهات المجتمع اتجاه المعاق، مما يؤدي في النهاية إلى عيش المعاق بصرياً كفرد مستقل له احترام وتقدير ومعاملة حسنة، وأيضاً كفرد له كامل الحقوق والتي تشمل حق تشغيله ومشاركته في النشاطات الاجتماعية من نوادي ومؤسسات وجامعات وغيرها من مرافق الحياة الاجتماعية، مما يؤدي بلا شك إلى جعل المعاق بصريا فخور بنفسه ومعتد بحياته وبالتالي ترتفع رؤية الذاتية (الخطيب، 2005، 239).

وإن تفهم حاجات المعاقين بصرياً ومحاولة تلبيتها لا تقتصر على إزالة الحواجز الجسدية فحسب، بل لا بد من إزالةالحواجز النفسية أولاً. ولعل هذا العامل الأكثر أهمية . فإذا لم تقدم البرامج التربوية والتدريبية والتأهيلية القائمة على التوقعات الايجابية والاتجاهات البناءة فالنتيجة هي تثبيط استقلالية المعاقين بصرياً ومبادرتهم ووضع القيود على المهارات التكيفية وتطور الشعور بالدونية . ولكن اذا نجحت عملية التأهيل ووضعت بيئات مساندة تستغل المعاق بصرياً وطاقاته فان النتائج ستكون مشجعة وسيتحول المعاق بصرياً من قصة مليئة بالإحباط والأسى والفشل إلى قصة نجاح مليئة بالعمل والفخر والانجاز  (الحديدي ، 2002، 89).

- التلخيص:

إن الإعاقة البصرية تعتبر إعاقة حسية تصيب القدرة على الإبصار، ولها أسباب مختلفة من أسباب جينية وبيئية، تؤدي إلى إصابة الفرد بضعف في الإبصار وصولاً إلى العمى الكامل، وتؤدي هذه الإعاقة إلى مميزات نتيجة تأثيرها على النمو التعلم واكتساب الخبرات، وتؤدي على عراقيل مختلفة.

يتطلب التأهيل الاجتماعي والذي يحتاج الى كوادر مختصة لا تراعي فقط قدرات المعاق بصرياً بل تمتد الى وضعيته النفسية والاجتماعية. وبين الفصل الثاني والثالث أيضا أن عملية تأهيل المعاقين بصرياً تبدأ وتستمر بتفهم المعاق ومعرفة قدراته بالإضافة للمراقبة والمتابعة والإشراف المستمر، وهذه العملية هي من أهم سمات نجاح عملية تأهيل المعاقين بصرياً، وهنا يجب ذكر أن جميع أنواع تأهيل المعاقين بصرياً يسهم في نجاح النوع الآخر.

والتأهيل الاجتماعي للمعاقين بصرياً هو برنامج أو أداة لدمج المعاق بصرياً في المجتمع؛ بصور تجعل من المعاق بصرياً يشابه وضعه قدر الإمكان الوضع الطبيعي للفرد العادي. حيث يُسعى أن تتم هذه العملية بصورة ايجابية وذلك بإشراك هذا المعاق بالنشاطات الاجتماعية والتربوية وبتطوير مهاراته الاجتماعية  .

ويشمل التأهيل الاجتماعي ما يسمى التأهيل المهني والإرشاد المهني للمعاقين بصرياً، فيشمل ضمان عمل مناسب ومكان عمل مناسب والاحتفاظ به والترقي فيه وكل هذا يسهم ليس فقط في تأهيل المعاق بصرياً وتوفير عمل له، بل أيضا يرفع من رؤيته الذاتية ويجعلها ايجابية إذ كان التأهيل ناجح بمعنى إذا كانت عملية التأهيل تطور المعاق بصريا لدرجة يستطيع السيطرة بقدر الإمكان على حياته.

 

-النقاش:

إن الإعاقة البصرية كظاهرة وواقع يعيش به الكثير من البشر يترتب عليها مشاكل نفسية ومعيشية تؤدي إلى مشاكل نفسية وتصور ذاتي منخفض، وهذا ليس غريب لان طبيعة الإعاقة البصرية، بل وأية إعاقة تفرض حواجز وعراقيل وصعوبات في التكيف مع المجتمع والبيئة، وتفرض قيود تعليمية ومهنية وتواصلية تؤدي في النهاية إلى تردي وضيق نفسي ومعيشي.

إلا أن هذا المصير السلبي يمكن تلافيه، وهذا ما وضحه البحث، وذلك من خلال ما يدعى التأهيل الاجتماعي للمعاقين بصرياً، إذا أن هذا التأهيل وما يحتويه في ثناياه من تأهيل مهني ونفسي وأكاديمي يحول المعاق بصرياً، إلى عضو فاعل في المجتمع، يعمل ويحصل الرزق ويتفاعل ويتصل بباقي أفراد المجتمع بندية وتنافسية واحترام، يجعله ينظر إلى نفسه نظرة ايجابية ويحول تصور الذاتي ورؤيته الذاتية إلى رؤية وتصور ايجابي يملئه الأمل والفخر والتفاني.

ولكن هذه النتائج وان كانت ممكنة، وهذا التحول وان كان حقيقي إلا انه يحتاج بذلك الى الجهود والميزانيات وتحول النظرة الى المعاق بصرياً، وهذا لا يتأتى إلا بعد توعية المجتمع لخصوصية الإعاقة البصرية ومميزاتها لكي لا يدخل أفراد مجتمعاتنا في تصورات سلبية وفكر خاطئة اتجاه المعاق بصرياً؛ تؤدي إلى جرحه وأذيته من قبل المجتمع، بل يجب بلورة فكر وثقافة لدى مجتمعاتنا لكي يتحولوا ليد تمد يد الصداقة والمعاملة الحسنة والمساندة اتجاه المعاق بصرياً.

ويجب أن نولي عملية التشغيل التي من خلالها يدمج المعاق بصرياً  في حركة الاقتصاد وسوق العمل أهمية كبيرة من خلال إيجاد مهنة مناسبة له ولقدراته ولحاجاته. وتحتاج هذه  العملية لتنجح التوعية لأصحاب العمل والعمال بشأن أهمية تشغيل المعاق بصرياً وما يستطيع تقديمه لهم من خدمات وجهد لا يقل عن أقرانه العاديين.

 

 المصادر:

1) ابو شرار، وليد. (2005). التوجيه والارشاد النفسي للمعاقين بصرياً، RCVI، السعودية.

2) جعفري، عبد اللطيف. (2000)، التوجيه والارشاد للمعاقين بصرياً، ادارة التعليم، الاحساء.

3) جعفري، عبد اللطيف. (2009)، ارشاد المعاقين بصرياً، موجود في:

http://www.gulfkids.com/ar/index.php?action=show_art&ArtCat=15&id=1030 ( تاريخ الدخول للموقع 18-3-2009)

4) حديدي، منى. (2002). مقدمة في الإعاقة البصرية، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع:، الأردن.

5) خطيب، جمال. (2005). مقدمة في الاعاقة السمعية. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع: عمان.

6) دعبول, ديانا. "دمج الطلاب ذوي الحاجات الخاصة في التربية العادية". مجلة الكرمة. 2,حزيران, 2001: ص 45-54.

7) زريقات، إبراهيم. ( 2006).الإعاقة البصرية المفاهيم الأساسية والإعتبارات التربوية، ط1، عمان، دار المسيرة.

8) شيخ، كمال. (2005)، الاعاقة البصرية، جمعية مركز اصدقاء تأهيل المعاقين بصرياً،  السعودية.

9) عبيد، ماجدة. (2000). مقدمة في تأهيل المعاقين. دار صفاء للنشر والتوزيع: عمان.

10) عبد العزيز، سعيد. ( 2008).إرشاد ذوي الإحتياجات الخاصة، ط1، عمان، دار الثقافة.

11) عطية وآخرون، عبد الحميد. ( 2001).الخدمة الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة، الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث.

12) عزة، سعيد, (2000). الاعاقة البصرية، مطبعة الحق: رام الله.

13) فهمي،سيد.(2005).التأهيل المجتمعي لذوي الاحتياجات الخاصة، الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث.

14) فهمي، محمد. (2001). السلوك الاجتماعي للمعوقين دراسة في الخدمة الاجتماعية، الاسكندرية: المكتب الجامعي الحديث.

15) معوض، ريم. ( 2004).الولد  المختلف، ط1، بيروت، دار العلم للملايين.

16) نصر الله، عمر. (2002)، الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتأثيرهم على الأسرة والمجتمع، دار وائل للنشر، الطبعة الأولى.

17) היימן ט' ואולניק-שמש ד' (2004). היבטים בהתמודדות מורים עם שילוב תלמידים בעליצרכים מיוחדים בכתה. בתוך ש' גורי-רוזנבליט (עורכת) מורים בעולם של שינוי: מגמות ואתגרים.תל-אביב: האוניברסיטה הפתוחה. 131-155.

18) מדינת ישראל. (2004). שילוב ילדים בעלי צרכים מיוחדים. נמצא ב:

http://cms.education.gov.il/EducationCMS/Units/Staj/ThanimPedagogim/YeladimBaaleyZrahim/  تاريخ الدخول للموقع في ( 18-5-2009)

Acid, Binary ( 2004). General Glossary. { www.cms.hhs gov/glossary/ default.asp?Letter=R&Language=English}, [ 22-4-2009].